مهارة الاستماع (Listening)
1) مفهوم مهارة الاستماع
في
التعلم والتعليم لغة ما ينطلق من كونها وسيلة الاتصال فلا يكفي لمتعلها أن يتكلم
بها بل لابد أيضا أن يفهمها كما يتحدثها أبناؤها. فعملية الاتصال ليست متكلما فقط
بل هي تتضمن متكلما ومستمعا في ذات الوقت.[1]
لذلك، مهارة الاستماع مكانة خاصة، لانه الوسيلة التي اتصل بها الإنسان في مراحل
حياته الأولى بالآخرين، عن طريقه يكتسب المفردات، ويتعلم أنماط الجمل والتراكيب،
ويتلقى الأفكار والمفاهم، وعن طريقه أيضا يكتسب المهارات الأخرى للغة، كلاما
وقراءة وكتابة.[2]
عدد
من التعريفات لمهارة الاستماع، تتشابه في جوانب معينة وتختلف في جوانب أخرى، بحسب
خلفيات أصحابها، واختلاف نظراتهم إلى هذا العلم. فقد عرف رشدي أحمد طعيمة ومحمد
سيد مناع هو عملية الإنسانية المقصودة التي تهدف إلى الاكتساب والفهم والتحليل
والتفسير والاشتقاق ثم البناء الذهني.[3]
لان في الاستماع يستمع مخاطب ليكتسب الفهم والتحليل والتفسير والاشتقاق ثم البناء
الذهني.
وعرف
اسف هرماوان مهارة الاستماع هو كفاءة المرء في تفهّم الكلمة والجملة التي نطق
المخاطب أم وسيلة محدد، والكفاءة يتمّ بتدريب متصل ليستمع تمييز الصوت وعنصر
الكلمة من الناطق الأصلي أم مسجل. لان مهارة الاستماع قدرة السامع بتمييز الأصوات
المسموعة.
والملاحظ
أن تعريفان تتفقان على أن مقصود مهارة الاستماع هنا ليس السماع (Hearing)
بل المقصود هو الإنصات (Auding)،
فنجد أن مهارة الاستماع عملية إنصات إلى الرموز المنطوقة.
2) أهمية مهارة الاستماع
لا
شك، أن مهارة الاستماع هو أول اجراء الاتصال للطفل في اللغة، لأن الاستماع فهم
الكلام أو انتباء على شيىء مسموع.[4]
لأن الاستماع وقع العملية كسب المفردات، ويتعلم أنواع الجمل والتراكيب، معرفة
الأفكار والمفاهم، وتمييز الأصوات المسموعة وغير ذلك. أن القدرة تمييز الأصوات
المسموعة شرط أساسى قبل تعليم المهارات الأخرى.[5]
ويعد
الاستماع مهارة لغوية رئيسية بين مهارة اللغة الأربعة وهي الاستماع والكلام
والقراءة والكتابة. لأن هذه المهارة الأولى التي يتعلمها الصبي في صغار سنة.
فالصبي يتعلم اللغة أولا بطريقة الاستماع، فبذلك يبدأ تعليم مهارة الاستماع قبل
غيرها، حتى أن كثيرا من الناس يستطيعون أن يتكلموا بصحيح بطريقة الاستماع مع أنهم
لا يستطيعون القراءة والكتابة. فهذا يدل بأن الاستماع شيىء رئيسي لدى الانسان فوق
المهارات الأخرى.
3) أهداف تعليم الاستماع
قد
وجد الباحث في كتاب تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى، ان كامل الناقة شرح
أهداف تعليم مهارة الاستماع فيما يلي :[6]
أ.
تعرف
الأصوات العربية وتمييز ما بينهما من اختلافات صوتية ذات دلالة عندما تستحدم في
الحديث العادي وبنطق صحيح.
ب. تعرف الحركات الطويلة والحركات القصيرة
والتمييز بينهما.
ج. التمييز بين الأصوات المتجاورة في
النطق.
د. تعرف كل من التضعيف أو التشديد
والتنوين وتمييزها صوتيا.
ه.
إدراك
العلاقات بين الرموز الصوتية والرموز المكتوبة.
و. الاستماع الى اللغة العربية دون أن
يعوق ذلك قواعد تنظيم المعنى.
ز. سماع الكلمات وفهمها من خلال سياق المحادثة
العادية.
ح. إدراك تغييرات في المعنى الناتجة عن
تعديل أو تحويل في بنية الكلمة (المعنى الاشتقاقي).
ط. فهم استخدام الصيغ المستعملة في اللغة
العربية لترتيب الكلمات تعبيرا عن المعنى.
ي. فهم استخدام العربية للتذكير والتأنيث
والأعداد والأزمنة والأفعال وغير ذلك.
ك. فهم المعاني المتصلة بالجوانب المختلفة
للثقافة العربية.
ل. إدراك أن المدى الدلإلى للكلمة العربية
قد يختلف عن ذلك الذي تعطيه أقرب كلمة في لغة المتعلم الوطنية.
م. فهم ما يريد المتحدث التعبير عنه من
خلال وقع وإيقاع وتنغيم عادي.
ن. إدراك نوع الانفعال الذي يسود المحادثة
والاستجابة له.
س. الاستفادة من تحقيق كل هذه الجوانب في
متابعة الاستماع إلى اللغة العربية في المواقف إلىومية الحياتية.
4)
أنواع مهارة الاستماع
هناك أنواع كثيرة يمارسها
الإنسان في حياته ويمكن أن نذكر بعضها فيما يلي:[7]
أ)
الاستماع المركز
وهو استماع يقظ يمارسه الإنسان في حياته في
التعليم والاجتماعات الرسمية، والاستماع إلى المحاضرات، وفي هذا النوع المستمع على
المعاني، ويفهمها بدقة وتركيز، ولا يستغني إنسان عن هذا النوع في حياته.
ب) الاستماع غير المركز أو ما يسمى بالاستماع الهامشي
غير المؤثر
وهو نوع من الاستماع شائع ومنتشر في الحياة مثل
الاستماع إلى المذياع، أو التلفاز، مع وجود جماعة من الرفاق، وهذا النوع إذا أردنا
أن نحوله إلى استماع مركز فعلى المتحدث أن يجذب المستمعين بحلاوة أسلوبه، وطلاوة
عرضه، وقدرته على التشويق والإثارة، فهو إن فعل ذلك شد انتباه المستمعين، ودفعهم
إلى التركيز والاستماع لما يقول.
ج) الاستماع المتبادل
وهو الذى يكون فيه الأفراد مشتركين في مناقشة حول
موضوع معين، فيتكلم واحد ويستمع إلىه الباقون، ثم يتكلم غيره وغيره هكذا، وفي أثناء
المحادثة أو المناقشة تحدث تساؤلات من المستمعين ويقوم المتكلم بالرد عليها
وتوضيحها.
د) الاستماع التحليلي
وهذا يحتاج إلى خبرة سابقة عند المستمع يستطيع
بواسطها أن يخضع الكلام المسموع لهذه الخبرة، فيفكر المستمع فيما سمعه من المتكلم،
وقد يكون ما سمعه ضد خبرته الشخصية، أو يختلف عنها، وعندئذ يأخذ المستمع في تحليل
ما سمع وما يسمع، وهذا النوع يحتاج من المستمع إلى إلىقظة، ويراعي نتمية هذا النوع
عن طريق التدريب المستمر في كل مراحل الحياة، وذلك حتى يستطيع المستمعون تقويم ما
يسمعونه ويحللونه.
ه) الاستماع الناقد
وهذا النوع تابع للنوع السابق، فقد يحلل المستمع
ما يسمع، ويكتفي بهذا ولا ينقد، وقد ينقد ما سمعه بعد تحليله، وهو يقوم على أساس
مناقشة ما سمع من المتحدث وإبداء الرأي فيه، بالموافقة أو المخالفة، وكما قلنا هذا
النوع يلزمه ربط الكلام المسموع بالخبرات السابقة، والتركيز على الكلام المسموع مع
إلىقظة والانتباه.
و) الاستماع من أجل الحصول على معلومات
وهذا النوع له هدف واضح، فهو يكون من أجل اكتساب
معرفة، أو تحصيل المعلومات، ويكون في الدروس التعليمية، وفي الاستماع لشخصية
مرموقة، أو لسماع الأخبار من أجهزة المذياع أو التلفاز، وهذا النوع يحتاج إلى
التركيز وإلىقظة والانتباه، لاستيعاب أكبر قد يمكن من المعلومات المراد لحصول
عليها.
و باعتبار أغراض الشائعة للاستماع نجد الأنواع التإلىة:[8]
أ)
الاستماع للترديد
المباشر
يستخدم هذا النوع نجد الأنواع من الاستماع عندما
نقدم مادة لغوية جديدة لأول مرة وقد تكون تلك المادة عبارة عن أصوات، أو مفردات أو
تراكيب لغوية أو نص حواري، أو نص خبري سودي والهدف من استخدام هذا النوع هو تمرين
المتعلم على عناصر اللغة وسلامة نطقها. والمعيار الذي يدل على تحقق هذا الهدف هو
قدرة المعلم على ترديد ما سمعه بطريقة سليمة، تقارب النموذج الذي قدمه له المعلم،
أو شريط التسجيل.
ب) الاستماع للحفظ والاستظهار
في كل لغة عبارات، كثيرا ما يريدها أهل اللغة دون
تغيير يذكر في المواقف المتشابهة وتشمل تلك العبارات ما يلي :
1)
عبارات التحية
والوداع
2)
تقديم شخص آخر
3)
تعريف السامع باسم
المتحدث ومهنته
4)
عبارات المجاملة و
الشكر
5)
السؤال عن الصحة
والأحوال
ج) الاستماع لاستيعاب
يقصد بالاستيعاب هنا قدرة المتعلم على الاحاطة
بالفكرة العامة للمادة التي يستمع إلىها، حتي لو احتوت تلك المادة على عناصر جديدة
لم يسبق له المران عليها من قبل. كما يطلب من الدارس في هذا النمط من الاستماع أن
يكون دراية بكل التفاصل الواردة في النص. وهناك عناصر مهمة لابد من توافرها في
مادة هذا الاستماع لكي يتحقق الغرض منه مثل:
1)
أن يكون أداؤها
بالسرعة العادية للحديث. وقد تزيد سرعة المتحدث حسب انتقاله للموقف الطبيعي.
2)
أن تكون مادة لغوية
طبيعية لا مصنوعة لغرض التدريس.
د) الاستماع لاستخلاص الأفكار الرئيسية
يزال المتعلم هذا النوع من الاستماع بعد أن يكتسب
كفاية مناسبة من اللغة، أي بعد أن يتعلم اللغة الهدف على مدى سنتين أو ثلاث، لأن
هذا يمكنه من الاستماع إلى مادة لغوية طويلة مترابطة، ويحاول استخلاص أهم ما فيها
من أفكار.
والمادة اللغوي التي تستخدم في هذا النوع تتصف
عادة بالسمات الآتية:
1)
يجب أن تكون المادة
موضوعا موضوعا واحدا مترابطا.
2)
أن تقود الجمل
المكونة لها المتعلم إلى نقاطها الرئيسية.
3)
أن تقل فيها
التفاصيل التي تحمل الذاكرة السمعية عبئا لا طاقة لها به.
4)
أن تبدأ مقدمة
المادة المسموعة برسم المحار التي تدور حولها المادة اللغوية.
وفي أثناء تعلم اللغة ينبغي أن يتضح في ذهن المعلم
الفرق بين نوعين من الاستماع، وهما:
أ)
الاستماع المكثف (Intensive
Listening) ويكون لخدمة هدفين: أما للاستماع المقصود لبعض عناصر
اللغة كجزء من برنامج تعليم اللغة العربية و قد يكون من أجل تنمية القدرة على
الفهم بشكل عام. وفي هذا النوع تستمع عادة إلى نصوص تناسب مستوى اللغة و بالتإلى
لابد أن يكون الفهم دقيقا إما إجمالا و إما تفصيلا.
ب) الاستماع الموسع (Extensive Listening) ويستهدف إعادة الاستماع إلى المواد التى سبق عرضها على
الدارسين re-presentative وذلك في بيئة جديدة أو موقف جديد أو شكل جديد. كما
يستهدف الاستماع إلى المفردات و التراكيب التى ما زال الطالب عاجزا عن أن يألفها
أو لم يألفها بعد. و ليس من اللازم أن يكون الاستماع الموسع تحت مباشرة المعلم.
وفي هذا النوع تستمع إلى نصوص قد يكون أعلى من مستوى بكثير وبالتإلى أن يحاول فهم
معنى العام واستخلاص الأفكار الرئيسية التى يدور حول المسموع.[9]
5) تدريس الاستماع
لكي
ينجح المعلم في تدريس الاستماع عليه أن يتعرف أولا العادات اللازمة للمستمع الجيد،
ويمكن تلخيصها فيما يلي :[10]
أ.
عند
بداية الاستماع :
1.
أن
يعرف لماذا يستمع.
2.
أن
يجلس في المكان الذي يجنبه المشوشات.
3.
أن
يطلع الى المتكلم.
4.
أن
يركز انتباهه ويكيف نفسه لسراعة المتكلم.
5.
أن
تكون لديه الرغبة في مشاركة المتكلم المسئولية.
ب.
في
أثناء عملية الاستماع على المستمع أن يحاول :
1.
تحديد
أغراض المتكلم.
2.
تذكلر
النقاط الهامة.
3.
متابعة
الأمثلة والأدلة بعناية.
4.
فهم
ما يقال فهما جيدا قبل الحكم عليه.
ج.
وعند
تقويم الحديث عليه أن :
1.
يربط
بين النقط التي يثيرها المتحدث وبين خبراته الشخصية.
2. يحدد أسباب موافقته أو معارضته، ومن أهم ما تؤكد عليه عملية تعلم الاستماع تزويد المستمع بالقدرة على تحليل العرض الكلامي وكشف الاسباب التي أدت إلى النتائج المختلفة التي يتم الصول إلىها خاصة عند المشاركة في الاجتماعة والمناقشات.
د.
يحتاج
الاستماع الغرض من المعلم أيضا معرفة بعض الأمور منها :
1.
ان
الاستماع الدقيق يقوم على الرغبة في الفهم.
2.
أن
فهم غرض المتعلم يعتبر أمرا أساسيا.
3.
أن
الاستماع الجيد يتطلب القدرة على تجميع الفكرة الرئيسية وإعادة تكوينها.
ه.
ولكي
ينجح المعلم في تكوين عادات الاستماع الجيد عند الدارسين علي أن يعرف أولا مستواهم
في هذه المهارة، ويمكنه ذلك من الإجابة عن الأسئلة التإلىة:
1.
هل
يميز الدارس الاختلافات البسيطة بين الكلمات؟
2.
هل
يستطيع أن يتعرف الكلمات المسموعة؟
3.
هل
يستطيع تمييز المتشابهات والاختافات والأصوات الأولى والمتوسطة والأخيرة للكلمات؟
4.
هل
يستمع بانتباه إلى الأحادث الشائقة والقصص القصيرة؟
5.
هل
يستمع إلى قصة أو مقالة لغرض خاصة؟
6.
هل
يتبع التوجيهات الشفوية؟
6) توجيهات عامة في تدريس اللغة
فيما
يلى مجموعة من التوجيهات العامة التى يمكن للمعلم أن يسترشد بها في تدريس الاستماع
وتنمية مهاراته عند تلاميذه :[11]
أ.
القدوة
: ينبغى أن يكون المعلم نفسه قدوة لتلاميذ في حسن الاستماع، فلا يقاطع طالبا
يتحدث، ولا يسخر من طريقة حديثه.
ب. التخطيط للدرس : ينبغي ان يخطط المعلم
لحصة الاستماع تخطيطا جيدا، إذ أن مهارة الاستماع تتطلب تالتخطيط والإعداد المسبق،
لتحقيق الأهداف المنشودة.
ت. التهيئة للدرس : ينبغى أن يهيئ المعلم
لتلاميذه إمكانيات الاستماع الجيدة، كان يغزل مصادر التثتت، أو يجلسهم في مكان
مغلق، أو يستخدم الأجهزة المختلفة في تعليمهم الاستماع كالمذياع والتلفاز.
ث. تعدد خطوط الاتصال : ينبغى ألا يقتصر
الاستماع على خط واحد من خطوط الاتصال، كان يكون بين المعلم والتلاميذ فقط، وإنما
يجب أن يتعدى هذا إلى تلميذ وتلميذ آخر.
ج. تحديد المهارات : ينبغى عند تخطيط لدرس
الاستماع أن يحدد المعلم بدقة نوع المهارات الرئيسة والثانوية التى يريد إكسابها
لتلاميذه.
ح. اختيار النصوص : ينبغى أن يختار المعلم
من النصوص المواقف اللغوية ما يجعل خبرة الاستماع عند الطلاب ممتعة، وبطلبون
تكرارها.
خ. وضوح النطق : ينبغى للمعلم أن يتأكد من
دقة نطق الأصوات التى يسمعها التلاميذ، حتى تصل إلى آذانهم مفهومة صحيحة، فلا تحدث
له مشكلة عند اتصاله بالعالم الخارجى.
د. تنمية القدرة على الانتباه : يمكن
للمعلم تنميتها عند تلاميذه عن طريق تكليفهم بالإنصات إلى نص يملى عليهم،
ويستخرجون منه إجابات عن أسئلة محددة سلفا، وما عليهم إلا أن يكتبوا إجابة السؤال
من بين المادة التى يسمعونها.
ذ. تعدد مرات الاستماع : ينبغى للمعلم أن
يكرر مرات الاستماع، ويساعد تلاميذه بإعادة إلقاء النص أو الجملة يتثبتوا من
المعنى.
ر. نفسية الدارسين : ينبغى للمعلم أن يهيئ
جو الحصة، وتجنب التهديد أو التخويف، حتى يسهم تيسير العملية التعليمية، ويجعلها
خبرة طيبة ويحيل عملية الاستماع إلى استماع حقيقى.
ز. فترات التوقف : ينببغى للمعلم عند
قراءة نص أو إلقاء حديث في حصة الاستماع أن يتخلل حديثه فترات توقف، يستجمع فيها
فكره، ويلتقط أنفاسه، لمساعدة تلاميذه على أن يجتمعوا في أذهانهم ما يسمعونه.
س. الايقاع الطبيغى : عند إلقاء جمل أو
إدارة حوار أو قراءة نص في حصة الاستماع، ينبغى أن يتم هذا بإيقاع طبيغى يتفق مع
ما يجرى في الحياة، حتى لا يتعود التلاميذ على إيقاع مصطنع يجعله مثار السخرية من
الآخرين.
7) طرائق
تعليم مهارة الاستماع
طريقة لتدريس مهارة الاستماع، سموها بالطريقة السمعية الشفهية
البصرية. إن عملية
الاستماع عملية معقدة، تعتمد على الإنصات إلى الرمز المنطوق، ثم محاولة فهمه و
تفسيره، ولذالك فإن عملية الإستماع تتكون من أربعة عناصر لا ينفصل أحدها عن الآخر
وهي:
أ.
فهم المعنى الإجمالي.
ب)
تفسير الكلام و التفاعل معه.
ج)
تقويم الكلام و نقده.
د) ربط المضمون المقبول بالخبرات الشخصية.[12]
8) اختبار على مهارة الاستماع
للاستماع
أهمية كبيرة في حياتنا، إنه الوسيلة التي اتصل بها الإنسان في مراحل حياته الأولى
بالآخرين، عن طريقه يكتسب المفردات ويتعلم أنماط الجمل والتراكيب ويتلقى الأفكار
والمفاهم وعن طريقه أيضا يكتسب المهارات الأخرى للغة، كلاما وقراءة وكتابة. أن
القدرة على تمييز الأصوات شرط أساسي
لتعلمها لقراءته أو كتابته. كما أن الاستماع الجيد لما يلقى من معلومات أو يطرح من
أفكار أمر لا بد منه لضمان الاستفادة منها والتفاعل معها.
اختبارات علىى مهارة الاستماع تركز على قياس كفاءة الطلاب في فهم اللغة
المسموعة أو المنطوقة. اختبارات مهارة الاستماع تتناول بعض الجوانب التي تتناولها
اختبارات الأصوات، وهي: تعرف الأصوات، وتمييز الأصوات، ونطق الأصوات، و فهم
المسموع.
إلى جانب
ذلك تتخذ اختبارات مهارة الاستماع أشكالا أخرى منها: فهم ما يسمع أو المسموع (مثل
الكلمات، والجمل، والتعليمات، والأوامر) وربطه بالمرئي (مثل الصور والرسومات،
والخريطة)، فهم المسموع والاستجابة له جسديا، فهم المسموع والاستجابة له تحريريا
أو كتابيا، فهم النص، إجراء الحوار والمقابلة. المواد اللغوي المستخدم في
اختبار مهارة الاستماع منه:[13]
أ)
الطبقات الصعبات الصوتية في مجال النص.
ب) محتويات الصوتية في مجال
النص.
ج)
أنواع النص الصوتي (وصفيا أو قصصيا أو معرضا أو
حجة).
تعد اختبار مهارة الاستماع على ثلاثة أقسام، منها:
تعرف الأصوات، و تمييز الأصوات، و فهم المسموع.
أ)
تعرف الأصوات
حين نضع اختبارا صفيا في الأصوات ينبغي أن يقتصر على تلك الأصوات التي تشكل
صعوبة للدارسين حتى لا نضيع وقتا وجهدا في اختبار مسائل نعرف سلفا أن الدارس
يحذقها. اذن، كيف نتعرف على الصعوبات الصوتية و نستفيد منها؟ تشكل ملاحظات المعلم
التى يدونها عن الصعوبات التى تقابل دراسية مصدرا أساسيا من مصادر اختبار الأصوات.
ذلك بالإضافة إلى التحليل التقابلى للنظامين الصوتيين للغة الدارس و اللغة
العربية. و فيما يلي الخطوات التى يوصى بإتباعها للاستفادة من نتائجها في تحديد
الصعوبات الصوتية التى تتنبأ بها دراسات التحليل التقابلي.
1)
الخطوة الأولى
من الممكن الاستفادة من نتائج الدراسات الصوتية
التى اجريت على لغة الدارسين، إذ يوجد لكثير منها وصف دقيق لأصواتها كالفرنسية، و
الإنجليزية، و الألمانية،... الخ. و إذا لم تتوافر هذه الدراسات حاول القيام بعمل
ذلك بمفردتك خاصة إذا كان الدارسون من خلفية لغوية واحدة.[14]
2)
الخطوة الثانية
بعد الحصول على وصف دقيق لكل من النظامين الصوتيين
للغة العربية و لغة الدارسين، قارن بين هما قد:
ü توجد في لغتهم أصوات ممثلة
أو مشابهة لأصوات في اللغة العربية. و في هذه الحالة نفترض أن الدارسين لن يجدوا
فيها صعوبة.
ü توجد في لغتهم ممثلة أو
مشابهة لأصوات في اللغة العربية، ولكن متغيراتها ليست مماثلة لمتغيرات هذه الأصوات
في العربية. و في هذه الحالة نفترض أنهم سيواجهون صعوبة.
ü لا توجد في لغاتهم بعض الأصوات
الرئيسية الموجودة في العربية، و في هذه الحالة نفترض أن هذه الأصوات ستمثل صعوبة
لهم.
3)
الخطوة الثالثة
اعمل قائمة بالأصوات المراد اختبار الدارسين فيها،
و من ثم قدمها بإحدى الطرق التى سيرد ذكرها.
ب) تمييز الأصوات
تعد تمييز الأصوات على عدة أشكال، منها:
1) تمييز اللغة من بين لغات
أخرى
يستخدم هذا النوع في الاختبار الصفي أو بمثابة تدريب خاصة خلال أو بعد
الانتهاء من الساعات الأولى لدروس اللغة العربية. فالدارس الأجنبي (الأندونيسي
مثلا) الذي لم يسبق له أن سمع اللغة العربية نجده لايفرق بين العربية ولغات أخرى
شبيهة بالعربية، كالعبرية والفارسية أو الأردية.
وفي أبسط الصور هذا النوع يقدم المدرس بعض التسجيلات القصيرة من هذه اللغات
ومن بينها العربية ويطلب من الدارس التعرف على العربية من بينها. مثال:
سوف تستمعون إلى بعض التسجيلات، بعضها في اللغة العربية وبعضها في لغات
أخرى. استمع جيدا. إذا كان ما تستمعه لغة عربية ضع علامة (v) و إلا فضع علامة (x).
2) الوقع المسيقي، مثال:
سوف تستمع في كل مرة إلى كلمتين. إذا كانتا
متطابقتين من حيث موسيقاهما فاكتب (أ) وإلا فاكتب (ب). يستمع الدارس إلى:
1-
هود لوط
2-
سود سُد
3-
مساكين مجانين
4-
قارب قريب، فالجواب: أ، ب، أ،
ب.
3) التمييز من خلال المعنى
مثال:
استمع."لقد نفد الوقود ونحن في وسط الصحراء"
سيجد الطالب أمامه:
1-
نحن الآن في محنة
2-
نحن الآن في مهنة
وواضح هنا أن التقابل بين "محنة" و "مهنة".
4) تمييز الصوت الرئيس
المؤثر على النحو
مثال:
استمع
إلى الجمل التإلىة، وحدد ما إذا كانت كلمة
"معلم" تشير إلى مفرد أو جمع. سجل إجاباتك كالآتي: (أ) للمفرد (ب) للجمع
يستمع
الدارس إلى:
1- خرج معلمو الصف
2- خرج معلمُ الصف
3- مررت بمعلمي الصف
4- مررت بمعلم الصف
الدارس يسجل الإجابة كالآتي:
1-
أ ب
2-
أ ب
3-
أ ب
4-
أ ب
5) تمييز التذكير و
التأنيث
مثال:
وضح إذا كانت الكلمة
الأخيرة في كل جملة تدل على معنى مذكر أم مؤنث. سجل إجابتك كالآتي
: (أ) للمذكر (ب) للمؤنث
يستمع
الدارس إلى:
1- في الصف خمس عشرة طالبةً
2- كتبت خمسة عشر طلبا
3-
جائ موسى وسلمى
4- ماجائت سلمى ولا موسى
5- سنصلي يوما في المسجد الأقصى
الدارس يسجل الإجابة كالآتي:
1-
أ ب
2-
أ ب
3-
أ ب
4-
أ ب
5-
أ ب
6) التمييز بالأرقام
مثال:
ستستمع
إلى بعض الكلمات، كل كلمة تحتوي على الصوت "س" أو الصوت "ص".
إذا كانت تحتوي على الصوت "س" أشر على الرقم (1)، أما إذا كانت تحتوي
على الصوت "ص" قأشر على الرقم (2).
يستمع الدارس إلى:
أ.
سار
ب.
صار
ج.
صياد
د.
ساحب
ه.
صاحب
يسجل الجواب هكذا:
أ.
1 2
ب. 1 2
ج. 1 2
د.
1 2
ه.
1 2
7) الإملاء
يعد الإملاء اختبارا صفيا منسبا لاختبار قدرة
الدارسين على تمييز الأصوات ومن خلال الإملاء يمكن تناول الكثير من المشكلات
الصوتية وهو سهل التصميم والإجراء والتصحيح.
وينبغي على الدارس لطي يكتب ما يسمعه تماما أن يكون متمكنا من نظام
التهجي الخاص باللغة العربية، ويعد شرطا مسبقا لتسجيل ما يسمعه على الورق.
8) الثنائيات الصغرى
مثال:
استمع
إلى كل زوج من الكلمات الآتية. فإذا كانا متطابقين ضع دائرة حول
الحرف (ط)، أما إذا كانا مختلفين فضع دائرة حول الحرف (خ). استمع:
1-
مطر مطار
2-
قلب كلب
3-
ضار ضار
4-
سلى صلى
5-
مزمل مزمل
الجواب:
1-
ط خ
2-
ط خ
3-
ط خ
4-
ط خ
5-
ط خ
9) الكلمات في الجمل
مثال:
استمع ثم إذا كانت الجملتان متطابقين ضع دائرة
حول الحرف (ط)، و إلا فضعها حول الحرف (خ).
استمع:
1-
تحدثنا عن المطر. - تحدثنا عن المطار.
2-
قلبه ضعيف. - كلبه ضعيف.
3-
لا تقرب الأشياء الضارة - لا تقرب الأشياء الضارة
الجواب:
1- ط خ
2-
ط خ
3- ط خ
10) المضاهاة[15]
مثال:
عين
الكلمة التي تطابق الكلمة التي تسمعها أولا. استمع جيدا !
1-
سرّة. أ) صرّة ب) شرّة ج) سرّة
2-
ضابط. أ) ظابط ب) ضابط ج) دابط
3-
فيصل. أ) فيصل ب) فيصال ج) فيذل
ج)
فهم المسموع
فهم المسموع هي إحدى المهارات في مجال تعليم اللغات
و تعلمها. بل هي من اهم هذه المهارات و أولها بالعناية و الاهتمام. و قد يظن بعض
الناس أنه مهارة سلبية، حيث إن الدارس لا يبذل خلال استماعه أي مجهود، مثل سائر
المهارات. و الحقيقة غير ذلك، لأن الاستماع هو المهارة الموصلة إلى إتقان المهارات
الأخرى، و كلما أحسن التدريب على هذه المهارة فإن الدارس يستطيع أن يحقق في مجال
تعليم اللغة الأجنبية نتائج طيبة في وقت قصير.[16]
ولقد أثبتت التجارب أن كثيرا من الأخطأ التى يقع
فيها الدارسون إنها تأتي غالبا من عدم التدربات على الاستماع، أو القصور في
التدريب الذي يتترب عليه فقدان القدرة على الاستماع، أو عدم الاهتمام به. أما
التدريب الجيد على الاستماع فإنه يأخذ بيد الدارس، و يمكنه من التلخيص من كثير من
الأخطأ، أخطأ النطق، اخطأ القراءة، و أخطأ الكتابة ايضا. و من ثم وجب تدريب الحواس
اللغوية عند الدارس و بخاصة حاسة السمع الذي يبدو أثره في:
1)
القدرة على تمييز الأصوات و إنتاجها.
2)
القدرة على خزن المعلومات، واستخدامها عند الحاجة.
3)
التفاعل مع المنطوق المسموع، والاستجابة لرنينه.
4)
اتساع الخيال اللغوي عند الدارس، والاستئناس باللغة الجديدة عليه، والتأثر
بتركيبها.
5)
القدرة على الفهم بكثرة التدريبات.
هنا يستمع الطالب إلى جملة واحدة أو اثنتين دفعة
واحدة. و يطلب منه كتابة ما سمع. و يأخذ علامة كاملة إذا كانت الجملة كاملة دون
نقص أو خطأ. و يأخذ دون ذلك غذا كانت الجملة ناقصة أو فيها أخطأ نحوية. و ينتظر
المعلم قليلا قبل أن ينتقل إلى الجملة التإلىة.[17]
قراءة المقالات الأخرى ذات الصلة:
[1] محمود كامل الناقة، تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى (المملكة العربية : جامعة أم القري، 1985) 121.
[2] رشدي أحمد طعيمة، المرجع
في تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى (المملكة العربية : جامعة أم
القري) 415 - 416.
[3] رشدي أحمد طعيمة
ومحمد سيد مناع، تدريس العربية في التعليم العام نظريات وتجارب (دار الفكر
العربى، 1421 م / 2001 ه) 80.
[4] رشدي أحمد طعيمة
ومحمد سيد مناع، تدريس العربية في التعليم العام نظريات وتجارب (دار الفكر
العربى، 1421 م / 2001 ه) 79.
[5] رشدي أحمد طعيمة، المرجع
في تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى (المملكة العربية : جامعة أم
القري) 415 - 416.
[6] محمود كامل الناقة، تعليم
اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى (المملكة العربية : جامعة أم القري، 1985) 124-125.
[7] أحمد
فؤاد عليان، المهارات اللغوية ماهيتها وطرائق تدريسها (الرياض: دار المسلم
للنشر والتوزيع، 1992)، 55-56.
[8] عمر
الصديق عبد الله، تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها الطرق "الأسإلىب الوسائل" (الجزيرة: الدار العالمية
للنشر والتوزيع، ٢٠٠٨)، ٧٠
[9] محمود
بن عبد الله المحمود، كيف تتعلم لغة ثانية؟ (الرياض: العربية للجميع،
المملكة العربية السعودية، 2014)، 39.
[10] محمود كامل الناقة، تعليم
اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى (المملكة العربية : جامعة أم القري، 1985) 135-137.
[11] أحمد طعيمة ومحمد
سيد مناع، تدريس العربية في التعليم العام نظريات وتجارب (دار الفكر
العربى، 1421 م / 2001 ه) 91-92.
[12]احمد
فؤاد عليان ، المهارات اللغوية ماهيتها و طريقة تدريسها، ( دار المسلم ،
1992)، 50-51.
[13]
Burhan Nugiantoro, Penilaian
dalam Pengajaran Bahasa dan Sastra (Yogyakarta: BPFE Yogyakarta, cet ke 3
2001), 234.
[14] صيني و إسحق محمد الأمين، التقابل
اللغوي وتحليل الأخطأ (الرياض: عمادة شؤون المكتبات، جامعة الملك السعود، 1982
م)، 29.
[15] محمد
عبد الخالق محمد، اختبارات اللغة (الرياض: عمادة الشؤون المكتبات، جامعة
الملك سعود، 1996)، 107-117.
[16] عبد
العزيز و مصطفي أحمد سليمان، تدريبات فهم المسموع لغير الناطقين بالعربية (
الرياض: المملكة العربية السعودية، 1988).
[17] محمد
علي الخولي، الاختبارات اللغوية، (الأردن: دار الفلاح، 2000)، الطبعة الأولى، 100.